للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مختلف الحديث في الاصطلاح]

أما على أنه اسم فاعل من اختلف فيعرف بما يأتي:

أن يوجد حديثان أو أكثر متضادان في المعنى ظاهرا فيوفق بينهما أو يعتبر أحدهما ناسخا للآخر أو يرجح أحدهما على الآخر.

وإنما قلنا في التعريف ظاهرا؛ لأنه لا يوجد في الحقيقة ونفس الأمر حديثان صحيحان متضادان أو متناقضان؛ لأنه يستحيل أن يقع تضاد أو تعارض في كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك باعتبار أنه نبي يوحى إليه، وقد نقل عن إمام الأئمة أبي بكر ابن خزيمة أنه قال: "ليس ثم حديثان متعارضان من كل وجه، ومن وجد شيئا من ذلك فليأتني لأؤلف له بينهما"١, ومراده -رحمه الله- نفي التعارض الحقيقي.

قال الإمام الأصولي البارع أبو بكر الباقلاني٢: "وكل خبرين علم أن


١ اختصار علوم الحديث ص١٧٥, تدريب الراوي ص٣٨٧.
٢ الإمام محمد بن الطيب المعروف بالباقلاني رأس المتكلمين على مذهب الشافعي, وهو من أكثر الناس علما بالكلام، والتأليف فيه، وكان من المدافعين عن دين الله, وعن الحديث وأهله, ولما قابله الإمام الدارقطني ببغداد قبل وجهه وعينيه تكريما له وكانت وفاته سنة ثلاث وأربعمائة.

<<  <   >  >>