للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"رواية الصحابة بعضهم عن بعض والتابعين بعضهم عن بعض":

وهذان ذكرهما البلقيني في كتابه "محاسن الاصطلاح وقال: إنهما مهمان؛ لأن الغالب رواية التابعين عن الصحابة، ورواية أتباع التابعين عن التابعين فيحتاج إلى التنبيه على ما يخالف ذلك، وقد تقدم شيء منه في نوع رواية الأقران بعضهم عن بعض مثال الأول: حديث الزهري عن السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي عن عمر بن الخطاب مرفوعا: "ما جاء الله به من هذا المال من غير إشراف ولا سائل فخذه ولا تتبعه نفسك" , فمن السائب إلى عمر كلهم صحابة.

ومثاله أيضا حديث خالد بن معدان عن كثير بن مرة، عن نعيم بن هبار، عن المقدام بن معديكرب، عن أبي أيوب الأنصاري، عن عوف بن مالك قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مرعوب، متغير اللون، فقال: "أطيعوني ما دمت فيكم، وعليكم بكتاب الله فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه" ١.

ومثال ما اجتمع فيه أربع نسوة من الصحابيات اثنتان من أمهات المؤمنين وربيبتان للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ما رواه مسلم، والترمذي والنسائي، وابن ماجه من طريق ابن عيينة عن الزهري عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش قالت: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما محمرا وجهه وهو يقول: "لا إله إلا الله -ثلاث مرات- ويل للعرب من شر قد اقترب, فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه" , وعقد عشرا، قلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث" , وقد أفرد بعض العلماء هذه الأحاديث الثلاثة في جزء.

ومثال ما اجتمع فيه خمسة من الصحابة وهو ما رواه السيوطي بسنده عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عثمان بن عفان، عن عمر بن الخطاب عن


١ الحديث أخرجه الطبراني عن عوف بن مالك، وقال المناوي: رجاله موثقون.

<<  <   >  >>