أما من جاء بعد القرن الرابع فقد كان طريقة مؤلفيها أنهم يهذبون كتب المتقدمين، أو يرتبونها، أو يجمعون ما تشتت منها في كتب متفرقة في كتاب واحد، أو يختصرون الأسانيد والمتون أو يتكلمون في رجالها، أو يبينون غريبها، أو يشرحون متونها، أو يجمعون الأحاديث المتعلقة بالأحكام، أو بالترغيب والترهيب في كتب مستقلة، أو يخرجون أحاديث بعض كتب الفقه والتفسير والوعظ واللغة ونحوها ومما ينبغي أن يعلم أننا حينما نحكم على قرن بحكم فإنما نريد الغالب والكثير لا النادر والقليل. فلا يشكلن عليك أن فيمن كان قبل ذلك من هذب ورتب. وأن فيمن وجد بعد هذا من اجتهد واستقل في معرفة التصحيح والتحسين والتضعيف ونقد الرجال.
أشهر الكتب المؤلفة في هذا الدور:"دور التهذيب":
أ- الجمع بين الصحيحين: جمع كثير من العلماء بين صحيحي البخاري ومسلم, ومن هؤلاء محمد بن أبي نصر الحميدي الأندلسي "المتوفى سنة ٤٨٨". والحسين بن مسعود البغوي المتوفى سنة ٥١٦هـ وأبو محمد الإشبيلي المتوفى سنة ٥٨١ وغيرهم.
ب- الجمع بين الكتب الستة: الصحيحان والسنن الأربعة. وبعض العلماء يجعل الموطأ سادسهم بدل سنن ابن ماجه, وذلك كما فعل رزين العبدري وتابعه ابن الأثير, وقد جمع بينها الإمام عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي السالف الذكر, وأبو الحسن رزين١ بن معاوية العبدري السرقسطي "المتوفى سنة ٥٣٥" لكن لم يحسن في ترتيبه وتهذيبه وترك