من العلماء من نظر إلى الصحابة من حيث اشتراكهم في شرف الصحبة, فجعلهم طبقة واحدة, كالإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي "م٣٥٤", وغيره من العلماء من نظر إليهم باعتبار سبقهم إلى الإسلام والهجرة وشهودهم المشاهد الفاضلة, فجعلهم طبقات, وقد استدلوا لهذا بقول الله تعالى:{لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} الآية١، وقول الرسول:"ولو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"، وغير ذلك مما ورد فيه تفضيل أهل بدر والحديبية على غيرهم, وذكر فضائل بعض الصحابة التي يستدل بها على منازلهم, ومن هؤلاء محمد بن سعد, فقد جعلهم في كتابه "الطبقات" خمس طبقات، وزاد بعضهم أكثر من ذلك، والمشهور ما ذهب إليه الحاكم فقد جعلهم اثنتي عشرة طبقة وها هي:
١- قوم تقدم إسلامهم بمكة كالخلفاء الأربعة.
٢- الصحابة الذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة.
٣- مهاجرة الحبشة.
٤- أصحاب العقبة الأولى.
٥- أصحاب العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار.
٦- أول المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بقباء قبل أن يدخل المدينة.
٧- أهل بدر.
٨- الذين هاجروا بين بدر والحديبية.
٩- أهل بيعة الرضوان في الحديبية.
١٠- من هاجر بين الحديبية وفتح مكة كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
١١- مسلمة الفتح الذين أسلموا في فتح مكة.
١٢- صبيان وأطفال رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح وفي حجة الوداع وغيرهما.