وإليكم بيان مراتب التعديل على ضوء ما ذكرها الحافظ ابن حجر في مقدمة كتابه القيم "تقريب التهذيب" مرتبة من الأعلى إلى الأدنى، ومضافا إليها زيادات من كلام غيره من العلماء.
المرتبة الأولى: الوصف بما يدل على المبالغة وهو الوصف بأفعل؛ مثل فلان أوثق الناس، وأعدل الناس وإليه المنتهى في التثبت ومثله قول الشافعي في ابن مهدي: لا أعرف له نظيرا في الدنيا ومثله: أيضا قول حسان بن هشام في ابن سيرين: حدثني أصدق من أدركت من البشر.
قال السيوطي: قلت: ومنه: لا أحد أثبت منه، ومن مثل فلان؟ وفلان لا يسأل عنه، ولم أر من ذكر هذه الثلاثة وهي في ألفاظهم.
المرتبة الثانية: ما كرر فيه أحد ألفاظ التعديل إما لفظا كثقة ثقة، أو ثبت ثبت١ أو حجة حجة، أو معنى كثقة حجة، أو ثقة حافظ، أو ثقة حجة، أو حجة حافظ إلى نحو ذلك.
المرتبة الثالثة: ثقة، أو ثبت، أو حجة، أو إمام، أو حافظ، أو متقن، أو عدل إلى نحو ذلك.
المرتبة الرابعة: من قصر عن درجة الثالثة قليلا وإليه الإشارة بقولهم: صدوق، أو محله الصدق، أو لا بأس به قال ابن أبي حاتم: فهو ممن يكتب حديثه، وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية -يعني على حسب
١ الثبث -بسكون الباء- المتثبت في أموره كما في "المصباح المنير" وفي "مختار الصحاح" مادة "ثبت": "ورجل ثبت -بسكون الباء- أي ثابت القلب، ورجل له ثبت عند الحملة بفتح الباء أي ثبات، وتقول: لا أحكم بكذا إلا بثبت -بفتح الباء- أي بحجه" وثبت الجنان أي ثاقب القلب، ورجل ثبت -بفتح الباء- عدل ضابط وعلى هذا يقال: رجل ثبْت، وثبَت -بسكون الباء وفتحها- ويطلق الثبَت -بفتح الباء- على ما يثبت فيه المحدث مسموعه مع أسماء المشاركين فيه؛ لأنه كالحجة عند الشخص لسماعه وسماع غيره وهو أمر اصطلاحي ولكن له أصل في اللغة.