ويستحب أن يكون المستملي على شيء مرتفع كالكرسي ونحوه, وإلا قائما على قدميه ليكون أبلغ في الإسماع, ويجب على المستملي تبليغ ما يسمع من الشيخ المحدث من غير تغيير ولا تحريف.
ومنها أن يبتدئ الإملاء بقراءة قارئ حسن الصوت شيئا من القرآن الكريم, ثم يستنصت المستملي الناس الحاضرين, ففي الصحيحين من حديث جرير أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"استنصت الناس" ثم يبسمل ويحمد الله ويصلي ويسلم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يقول للمحدث من ذكرت من الشيوخ؟ أو ما ذكرت من الأحاديث؟ رحمك الله أو رضي الله عنك وما أشبه من الدعاء, قال يحيى بن أكثم "نلت القضاء أو قضاء القضاء والوزارة وكذا وكذا ما سررت بشيء مثل قول المستملي: من ذكرت رحمك الله؟ وكلما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع بها صوته, وإذا ذكر صحابيا قال رضي الله عنه فإن كان ابن صحابي قال: رضي الله عنهما, وكذا يترحم على الأئمة, فقد روى الخطيب أن الربيع بن سليمان قال له القارئ يوما: حدثكم الشافعي ولم يقل رضي الله عنه فقال: الربيع ولا حرف حتى يقال: رضي الله عنه وما أجله من أدب امتاز به سلفنا الصالح مع شيوخهم.
ومنها أنه يحسن بالمحدث الثناء على شيخه حال الرواية عنه بما هو أهله كما فعل جماعة من السلف, فقد كان مسروق يقول إذا حدث عن السيدة عائشة "حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة" يعني من فوق سبع سماوات وكان عطاء يقول "حدثني البحر" يعني ابن عباس, وكان شعبة يقول "حدثني سيد الفقهاء: أيوب" وكان وكيع يقول: "حدثنا سفيان أمير المؤمنين في الحديث" وقال أبو مسلم الخولاني "حدثني الحبيب الأمين عوف بن مسلم".
وليعتن بالدعاء لهم فضلا عن الثناء, ويجمع في ذكر شيخه بين الاسم