للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سيدنا علي رضي الله عنه: "أتحبون أن يذكر الله ورسوله" حدثوا الناس بما يعرفون, ودعوا ما ينكرون" رواه البخاري١ تعليقا وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة", رواه مسلم في مقدمة صحيحه ويختم الإملاء بحكايات ونوادر وإنشادات, ولا سيما في الزهد والآداب ومكارم الأخلاق كعادة الأئمة في ذلك, وقد استدل له الخطيب بما رواه عن علي قال: "روحوا القلوب وابتغوا لها طرف الحكمة".

وكان الإمام الزهري يقول لأصحابه: "هاتوا من أحاديثكم فإن الأذن مجاجة والقلب حمض"٢.

"فائدة":

قال السيوطي: وقد كان الإملاء درس بعد ابن الصلاح إلى أواخر أيام الحافظ أبي الفضل العراقي فافتتحه سنة ست وتسعين وسبعمائة, أملى أربعمائة مجلس وبضعة عشر إلى سنة موته سنة ست وثمانمائة, ثم أملى ولده إلى أن مات سنة ست وعشرين -يعني وثمانمائة- ستمائة مجلس وكسرا، ثم أملى شيخ الإسلام ابن حجر إلى أن مات سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة أكثر من ألف مجلس، ثم درس تسع عشرة سنة, فافتتحته سنة ثنتين وسبعين, فأمليت ثمانين مجلسا, ثم خمسين أخرى وينبغي ألا يملي في الأسبوع إلا يوما واحدا لحديث الشيخين عن أبي وائل قال: "كان ابن مسعود يذكر الناس كل يوم خميس فقال له رجل: لوددنا أنك ذكرتنا كل يوم فقال: أما إنه ما يمنعني من ذلك إلا أني أكره أن أملكم, وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا"٣.


١ صحيح البخاري, كتاب العلم, باب من خص بالعلم قوما دون قوم مخافة أن لا يفهموا.
٢ مجاجة تمج الكلام المعاد المكرر. حمض: في القاموس: فلان حامض القلب متغيره فاسده.
٣ صحيح البخاري, كتاب العلم, باب من جعل لأهل العلم أياما مخصوصة.

<<  <   >  >>