للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثاني: الحديث الذي رواه أبو العلاء بن الشِّخِّير١ عن رجلين عن شداد بن أوس عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء في الصلاة: "اللهم إني أسألك الثبات في الأمور وعزيمة الرشد، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأستغفرك لما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم". قال الحاكم: هذا مثال لنوع من المنقطع لجهالة الرجلين بين أبي العلاء بن الشخير، وشداد بن أوس.

أقول: وقد علمت الحق في مثل هذا آنفا.

الثاني: تعريف الفقهاء وبعض المحدثين كالخطيب وابن عبد البر:

المنقطع: هو ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان سواء أكان الساقط منه الصحابي أو غيره, إلا أن أكثر ما يوصف بالإرسال عند الاستعمال ما رواه التابعي عن النبي -صلى الله عليه وسلم، وأكثر ما يوصف بالانقطاع ما رواه من دون التابعي عن الصحابي, وسواء أكان من أول السند أو وسطه أو آخره، وسواء أكان الساقط واحدا أم أكثر. قال ابن الصلاح في مقدمته: "وهذا المذهب أقرب, صار إليه طوائف من الفقهاء وغيرهم, وهو الذي ذكره الحافظ أبو بكر في كفايته"٢.

ولعلك على ذكر مما ذكرناه لك في تعريف المرسل عند الفقهاء، وعلى ذلك يكون المنقطع والمرسل عندهم عند الإطلاق سواء، وتكون النسبة بينهما التوافق.

"مثاله": مالك عن ابن عمر ... فإن مالكا -رضي الله عنه- لم


١ بكسر الشين المعجمة وتشديد الخاء المعجمة المكسورة.
٢ هكذا في "علوم الحديث" ص٤٦, وفي مختصره لابن كثير في كتابيه, وللخطيب كتابان في علوم الحديث: أحدهما يسمى "الكفاية في قوانين الرواية", والثاني يسمى: "الجامع لآداب الشيخ والسامع". فلعل المراد الأول المسمى بالكفاية على ما في المقدمة، أو هما معا كما في المختصر.

<<  <   >  >>