الإسلام ابن حجر, وهي أن يقع الاختلاف في اسم راوٍ, أو اسم أبيه, أو نسبته مثلا, ويكون الراوي على أي حال ثقة، وفي الصحيحين أحاديث كثيرة بهذه المثابة, وكذا جزم الزركشي بذلك في مختصره فقال:"وقد يدخل القلب والشذوذ والاضطراب في قسم الصحيح والحسن".
"أقسامه": الاضطراب قد يكون في السند فقط, وقد يكون في المتن، وقد يكون فيهما معا, وقد يكون من راوٍ واحد، وقد يكون من أكثر من راوٍ.
"مثال الاضطراب في الإسناد": حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله! أراك، شبت. قال:"شيبتني هود وأخواتها". قال الدارقطني: هذا حديث مضطرب, فإنه لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق، وقد اختلف فيه على نحو عشرة أوجه: فمنهم من رواه مرسلا، ومنهم من رواه موصولا، ومنهم من جعله من مسند أبي بكر، ومنهم من جعله من مسند سعد، ومنهم من جعله من مسند عائشة، وغير ذلك, ورواته ثقات لا يمكن ترجيح بعضها على بعض والجمع متعذر.
"ومثال الاضطراب في المتن": حديث البسملة الذي ذكرناه في المعل, فقد أعله الإمام ابن عبد البر بالاضطراب، والمضطرب بجامع المعل؛ لأنه قد تكون علته ذلك، وقد مثل ابن الصلاح لمضطرب الإسناد بمثال لم يسلم له، ومثل العراقي المضطرب المتن بحديث الواهبة نفسها, ولم يسلم له ذلك؛ لأن هذا الحديث صحيح ثابت, والجمع بين ألفاظه سهل, فإنها راجعة إلى معنى واحد, وشرط الاضطراب عدم إمكان الجمع أو الترجيح١.
١ تدريب الراوي ص٩٤، ٩٥، مقدمة ابن الصلاح يشرحها للعراقي ص١٠٤.