للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رواته وهم في رفعه، والأصح وقفه على كعب، وإلى هذا ذهب إمام الأئمة البخاري في تاريخه فقال: "رواه بعضهم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن كعب الأحبار وهو الأصح" ووافقه على هذا العلامة الحافظ ابن كثير حيث قال:

"فكأن هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه فوهم بعض الرواة فجعله مرفوعا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي فقال١ ... إلخ".

ومهما يكن من شيء فسيدنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه بريء مما غمزه به أعداء السنن والأحاديث، وأعداء صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واتهامهم له برفع الحديث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إن بعض الجهلاء المغرورين منهم قال في كتاب له بعد أن سفه على سيدنا أبي هريرة بما سفه به:

"وإني لأتحدى الذين يزعمون في بلادنا أنهم على شيء من علم الحديث، وجميع من هم على شاكلتهم في غير بلادنا أن يحلوا لنا هذا المشكل، وأن يخرجوا بعلمهم الواسع شيخهم من الهوة التي سقط فيها", ثم تهكم بسيدنا أبي هريرة ما شاء له أدبه أن يتهكم! ٢

وهذا الكلام كتبته في كتابي "دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين"٣ الذي قصدت به خدمة السنة النبوية المطهرة، وبيان شرفها وفضلها، وحقيقة أمرها ولم أقف على كلام لأحد في هذا الموضوع من الذين ألفوا في "علوم الحديث" قديما وحديثا فلله الحمد والمنة.


١ البداية والنهاية ج١ ص١٧، ١٨, وتفسير ابن كثير والبغوي ج٣ ص٤٨٨، وج٧/ ٣٢٦.
٢ انظر أضواء على السنة المحمدية ص١٧٥ ط الأولى.
٣ ص١٥٨، ١٥٩.

<<  <   >  >>