التابعين إلا الإمام أبو حنيفة رحمه الله, فقد صح أنه لقي أنس بن مالك وإن لم يسمع منه.
وفي عصر أتباع التابعين كثر تدوين الحديث كما كثر تدوين غيره من العلوم أثناء المائة الثانية, وكان التدوين في أول أمره؛ تدون الأحاديث في الباب الواحد, ثم جمعت الأحاديث على الأبواب, وذلك كما صنع الإمام الجليل مالك في "الموطأ".
وعلى رأس الماء الثانية أفرد حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن غيره, فألفت المسانيد، وقد سبق التعريف بها وبيان طريقتها.
وفي عصر أتباع التابعين ظهر علماء كثيرون لا يحصيهم العد في جمع الأحاديث والسنن، وفي التعديل والتجريح, وفي هذا العصر كان أول جمع للحديث الصحيح على حده على يدي البخاري ومسلم، وبذلك خطا التدوين في الحديث خطوة مباركة, ولم ينته القرن الرابع حتى كان تم جمع السنن والأحاديث كلها, فلله الحمد والمنه.
ومن أتباع التابعين العلماء: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة, ويحيى بن سعيد القطان، وشعبة بن الحجاج, وغيرهم, ومن فوائد معرفة الطبقات الوقوف على تدليس المدلسين ومعرفة حقيقة العنعنة اتصالا وانقطاعا.
ومما ينبغي أن يعلم أن ما عدا الصحابة من التابعين وتابعيهم، ومن جاء بعدهم محل التعديل والتجريح وأول التابعين موتا معمر بن يزيد قتل بخراسان، وآخرهم موتا خلف بن خليفة سنة ثمانين ومائة.