للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى الجمع في الأبواب. وأما جمع حديث إلى مثله في باب واحد فقد سبق إليه الشعبي فإنه روى عنه أنه قال: هذا باب من الطلاق جسيم. وساق فيه أحاديث١.

"إفراد حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن غيره":

المسانيد: ثم رأى بعض الأئمة أن يفرد حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن غيره, وكان ذلك على رأس المائتين فألفوا فيه ما يعرف بالمسانيد٢.

فألف عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي المتوفى سنة ثلاث عشرة ومائتين مسندا.

وألف مسدد بن مسرهد البصري المتوفى سنة ثمان وعشرين ومائتين مسندا.

وألف أسد بن موسى الأمور المتوفى سنة اثني عشرة ومائتين مسندا.

وألف نعيم بن حماد الخزاعي نزيل مصر المتوفى سنة ثمان وعشرين ومائتين مسندا.

ثم اقتفى الأئمة أثرهم. فقل إمام من أئمة الحديث إلا رتب حديثه على المسانيد.

وذلك كالإمام الجليل أحمد بن حنبل المتوفى سنة ٢٤١هـ إحدى وأربعين ومائتين.

والإمام إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه المتوفى سنة ثمان وثلاثين ومائتين والإمام عثمان بن أبي شيبة المتوفى سنة ٢٧٩هـ تسع وسبعين ومائتين وغيرهم من النبلاء.

ومنهم من ألف على الأبواب وعلى المسانيد معا كأبي بكر بن أبي


١ التدريب ص٤٠.
٢ المسانيد جمع مسند. وهي الكتب التي تؤلف على حسب الصحابة فتذكر أحاديث أبي بكر على حدة, وحديث عمر وهكذا من غير ملاحظة لوحدة الموضوع فحديث في الصلاة بجانب حديث في الزكاة, أو في البيوع مثلا, ثم من أصحاب المسانيد من يرتبهم على حسب الفصل, ومنهم من يرتبهم على حسب حروف المعجم، ومنهم من يرتبهم على حسب القبائل.

<<  <   >  >>