للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد -يعني ابن حميد- بعد موته بثلاث عشرة سنة، وللعلماء الأجلاء في ذلك عبارات حسنة دقيقة.

قال حفص بن غياث القاضي: "إذا اتهمتم الشيخ فحاسبوه بالسنين", يعني سنة وسن من روى عنه، وقال سفيان الثوري: "لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ", وقال حسان بن يزيد: "لم نستعن على الكذابين بمثل التاريخ, نقول للشيخ: سنة كم ولدت؟ فإذا أقر بمولد عرفنا صدقه من كذبه", وقال أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي: "ثلاثة أشياء من علوم الحديث يجب تقديم التهم١ بها: العلل، والمؤتلف، والمختلف ووفيات الشيوخ، وليس فيه كتاب".

المؤلفات في هذا النوع: قال السيوطي في "تدريبه" تعليقا على كلمة الحميدي:

"وليس فيه كتاب يعني على الاستقصاء، وإلا ففيه كتب كالوفيات لابن زَبْر٢ ولابن قانع٣ وذيل على ابن زَبْر الحافظ عبد العزيز بن أحمد الكِناني٤، ثم أبو محمد الأكفاني٥ ثم الحافظ أبو الحسن عليّ بن المفضل٦، ثم المنذري٧، ثم الشريف عز الدين أحمد بن محمد الحسيني٨، ثم المحدث أحمد بن أيبك الدمياطي٩، ثم الإمام الحافظ أبو


١ أي الاهتمام.
٢ بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة، هو أبو سليمان محمد بن أبي محمد عبد الله الربعي محدث دمشق المتوفى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وكتابه مرتب على السنين.
٣ هو الحافظ أبو الحسن عبد الباقي بن قانع بن مرزوق الأموي مولاهم، المتوفى سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
٤ الدمشقي الصوفي المتوفى سنة ستين وأربعمائة.
٥ هو أبو محمد هبة الله بن أحمد الأنصاري الأكفاني المتوفى سنة أربع وعشرين وخمسمائة سمى كتابه "جامع الوفيات" بفتح الفاء وفتح الياء المخففة لا بكسرها مع التشديد كما ينطق بعضهم.
٦ المقدسي ثم الإسكندري المالكي ذو التصانيف المتوفى بالقاهرة سنة إحدى عشرة وستمائة.
٧ هو الإمام الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري صاحب التصانيف الكثيرة المتوفى سنة ست وخمسين وستمائة وهو ذيل كثير الإتقان والفائدة.
٨ الحلبي ثم المصري تلميذ الحافظ المنذري المتوفى سنة خمس وتسعين وستمائة.
٩ المتوفى عام الطاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

<<  <   >  >>