البركات الزيزاري وأبي الربيع بن سالم وأبي محمد بن حوط الله وغيرهم. وأجاز له من أهل الأندلس: أبو بكر بن جابر بن الرمالية وأبو جعفر بن شراحيل وأبو زكريا الدمشقي نزيل غرناطة وأبو عبد الله ابن بالغ وأبو القاسم: ابن سمجون والملاحي؛ ومن أهل المشرق أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري وغيره.
روى عنه أبو عبد الله بن محمد بن الجنان وأبو محمد بن عبد الرحمن ابن برطله وأبو المطرف أحمد بن عبد الله بن عميرة؛ وكان وجيه أهل بلده وصدرهم المعظم لديهم، مشهور الفضل لديهم، أجمل الناس صورة وأحسنهم شارة وهيئة، زاهداً ورعاً ناسكاً عابداً فاضلاً متقللا من الدنيا، حريصاً على نشر العلم ناصحاً في التعليم مثابراً على التدريس والإفادة مستبحراً في المعارف على تشعب فنونها متحققاً بكثير مما كان ينتحله منها، إلى بيان في الخطابة وبلاغة في النظم والنثر، واستمر على ذلك من طريقته المثلى معظم عمره، حتى امتحن برياسة بلده وقبل ذلك ولم تحمد سيرته، فصرف عنها، ثم صار إليه تدبير بلده صدر محرم ستة وثلاثين وستمائة، فنكص على عقبيه ودعا لنفسه وخاض في سفك الدماء واجتراً على أخذ الأموال من غير وجهها واستحل من المحظورات [٤٠ ظ] ما لا نجاة لمرتكبها ولا مخلص من تبعتها إلا بما يرجوه العصاة من لطف الله تعالى وعفوه وتجاوزه ورحمته، واستصحب هذه الحال إلى ان قتل بمرسية، بعد صلاة التراويح، من ليلة الاثنين التاسعة عشرة من رمضان