وقوراً ديناً، منقبضاً حسن السمت والصوت، ولي الخطبة ببلده واستقضي به، ثم صرف عن القضاء بابي محمد عبد الحق بن عبد الله بن عبد الحق سنة خمس وستمائة؛ وقال عثمان بن العوام: انه دام قاضياً إلى أن توفي، والأول أصح؛ وكانت وفاته - رحمه الله - بإشبيلية بعد صلاة العشاء من ليلة الأحد التاسع والعشرين من شوال ست وستمائة، ودفن ضحى يوم الاثنين تاليه. وهو أبي مروان أحمد المدعو بالمعتضد بالله مدبر إشبيلية أيام خلاف أهلها على المدعو بأمير المسلمين المتلقب بالمتوكل أبي عبد الله محمد بن يوسف بن هود، فقتل أبو مروان هذا خارج إشبيلية في خبر يطول ذكره، لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وستمائة، عصمنا الله من الفتن.
١٢٩٨ - محمد بن أحمد بن عبد الملك (١) - وقد تقدم رفع نسبه آنفاً في رسم أخيه -: إشبيلي أبو مروان الباجي؛ تلا بالسبع وغيرها على أبي عمرو وعياش بن عظيمة، وسمع الحديث على الحافظين أبوي بكرك ابن الجد، واكثر عنه، وابن علي، وبقراءة أبيه على أبي عبد الله بن أحمد بن المجاهد؛ [٢١١ ظ] وأخذ العربية واللغة والآداب على أبي إسحاق بن ملكون وأبي بكر بن طلحة، وأجازوا له إلا أبا إسحاق بن ملكون. وأجاز له أبوه وأبو حفص بن عمر وأبو زيد السهيلي وأبو عبد الله بن الفخار وأبو العباس بن مقدام وأبو القاسم بن بشكوال وأبو محمد بن