الفهمي القريبة من حمامه قبل تملكه إياها لبعض ذوي قرابة أبي الفضل ابن محشوة الكاتب، وإنه كان قاعداً يوماً ببابها، فاجتاز به أبو الحسن الفهمي وتكففه فلم يجر الله له على يده وأنصرف من عنده خائباً؛ ثم دارت الأحوال وترب رب [١٣٢ و] تلك الدار وأضطر إلى بيعها، فتداولها الملاك إلى أن صارت إلى أبي الحسن الفهمي؛ وبينا هو قاعد يوماً بمدخلها وبعض العطارين يزن هنالك فلفلاً كان قد إبتاعه أبو الحسن منه أو باعه له، فعرض له ذلك الذي كان رب الدار بالسؤال، فعرف أبو الحسن صوته فقال: لعلك فلان، فقال: نعم، فتناول بيده الملت الذي يستعمله العطارون في اغتراف أكثر سلعهم وحثا له من ذلك الفلفل حثيات كثيرة لها قيمة صالحة ودفعها إليه فأنصرف بها، وحمد الله أبو الحسن على ما خوله من نعمه، ثم ذكر سؤاله إياه قبل ذلك بباب تلك الدار وتخييبه إياه وصرفه على الوجه الذي كان قد صرفه عليه حسبما ذكر، فسبحان مديل الأمور الفعال لما يريد.
وله إلى الآن عقب باغمات وريكة خاملون. وتوفي بمراكش سنة سبع أو ثمان عشرة وستمائة، وتخلف من الكتب ما بيع في زمن المجاعة الشديدة بمائة ألف درهم.
٦٧٥ - علي بن محمد بن يوسف بن علي بن فتوح بن سعيد بن عبد الله بن أحمد بن زيد بن السمح بن مالك الخولاني: خضراوي؛ كان من أهل العلم حياً سنة عشر وستمائة (١) .
(١) عند هذا الموضع بهامش ح: أنظر علي بن محمد بن يوسف بن عبد الملك الأنصاري الوراق أبا الحسن بن المؤذن والمسفر والمحتسب.