وقال أبو عبد الله التجيبي، وقد عده في شيوخه: لقيته بمرسية سنة ست وستين وخمسمائة، وقت رحلتي إلى أبيه، فرأيت من حفظه وذكائه وتفننه في العلوم ما عجبت منه، وكان يحضر معنا التدريس والإلقاء عن أبيه فإذا تكلم أنصت الحاضرون لجودة ما ينصه وإتقانه واستيفائه جميع ما يجب أن يذكر في الوقت. وكان نحيف البدن كثيف المعرفة عظيمها، شاعراً مطبوعاً وأنشدني كثيراً من شعره، واضطرب في روايته قبل موته بيسير لاختلا أصابه صدر خمس وتسعين وخمسمائة، مع علة خدر طاولته فترك الأخذ عنه، إلى أن توفي على تلك الحال بغرناطة، عند صلاة العصر من يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة، [١٧ و] ودفن خارج باب البيرة، وشهد جنازته عالم لا يحصون كثرة، وكسر الناس نعشه وتقسموه تبركاً به؛ ومولده سنة أربع وعشرين وخمسمائة، قاله أبو سليمان بن حوط الله وأبو القاسم بن فرقد. وقال ابنه أبو يحيى عبد الرحمن وأبو محمد ابن القرطبي عنه: إن مولده سنة خمس وعشرين، زاد أبو الربيع ابن سالم: آخر السنة.
١٣٠ - عبد المنعم بن موسى بن يوسف الاوسي: اشبيلي في ما أحسب.
١٣١ - عبد المنعم بن ياسين بن عبد الوهاب الأزدي (١) : غرناطي
(١) ترجمته في صلة الصلة: ١٦ - ١٧ وذكر أنه توفي سنة ٥٨٨.