وتلا بالسبع عليه ولازمه أربع سنين، وأبي الفتح الكروخي وأبي المظفر محمد بن علي الشيباني؛ وتلا في مصر بالسبع على الخطيب أبي الفتوح العلوي، وروى بها عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن حطيئة اللخمي المقدسي سنة ثلاث وخمسين؛ وأخذ النحو والآداب عن أبي محمد ابن بري وأبي الوليد بن خيرة القرطبي، وبالإسكندرية عن أبي الحسن مقاتل بن عبد العزيز البرقي وأبي الطاهر السلفي؛ ثم عاد إلى بلده بعلم كثير ورواية واسعة، فتصدر للإقراء وإسماع الحديث سنة ست وخمسين، فاخذ الناس عنه ورغبوا في السماع منه، واستجيز من البلاد، وكان مغيبه عن الأندلس في وجهته المشرقية نحو اثني عشر عاماً.
روى عنه أبو بكر بن وضاح وأبوا جعفرك ابن عبد المجيد الجيار وابن يوسف الواشري، وأبو الحسن بن قطرال وابنا حوط الله ومحمد ابن أبي محمد منهما وأبو الربيع بن سالم وأبو عبد الله بن يحيى بن حامد الله وأبو عثمان سعد [٥١ ظ] الحفار وأبو عمرو بن سالم وأبوا القاسم: عبد الرحيم بن إبراهيم بن الفرس ومحمد بن عبد الواحد الملاحي، وأبوا محمدك ابن خلف ابن اليسر وابن محمد الكواب.
وكان من جلة المقرئين وكبار المجودين، محدثاً راوية عدلاً، فاضل الأخلاق جواداً سمحاً كريم النفس، وله في القراءات مصنف نافع سماه:" العروس ". ولد بغرناطة سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وتوفي بها لخمس بقين من ربيع الآخر، وقال أبو عبد المجيد: في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وخمسمائة.