الشقري التلمسيني الأصل، وأبو عبد الله بن عياش الأنصاري الخزرجي والأديب الماهر المتكلم أبو عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن خميس البجاوي ثم التلمسيني. وممن أجاز له عتيق بن أحمد بن محمد بن يحيى الغساني الغرناطي سنة ٦٨٧ وهو يتولى يومئذ قضاء المرية، وأبو الحسن بن فضيلة، كتب إليه مجيزا جميع ما يحمله غير مرة، منها في رجب ثمانية وثمانين وستمائة - وأبن فضيلة هذا ممن كتب أيضا لأبن عبد الملك بإجازة ما كان عنده مطلقا - ومنهم: علي بن يوسف أبن علي العبدري الغرناطي أبو الحسن، كتب إليه مجيزا جميع ما يرويه من دمشق في ١٧ جمادى الآخرة سنة ٦٩٥ وعلي بن حمد بن علي الخشني الغرناطي أبو الحسن البلوطي، كتب إليه مجيزا جميع ما يرويه.
ولهذا المعلق صلة استيطان أو إقامة بسبتة ولعله من أهلها، لقوله في بني سمجون:" ولهم عندنا بسبتة بقية "، ولعله لقي بها أيضا أستاذه أبا فارس الجزري لأنه يسميه " نزيل سبتة "، ويبدو أن له رحلة بلغ فيها إلى بجاية، إذ يقول عند ذكر كتاب " التقريب والحرش " لأبن المرابط: " سمعت جميعه في أصل مؤلفه بخطه على أبي صالح ببجاية؟. " ولقي من العلماء أيضا أبا عبد الله بن برطال فحدثه عن عيسى الرعيني؛ ومن أصحابه عبد الله بن عدي القيسي؛ وليس في تعليقاته على هذا الجزء ما يتجاوز عام ٧٢٧ هـ.
وهو رجل دقيق حسن الضبط لا يفوته إلا النادر القليل من أخطاء النسخة الأصلية؛ حسن الإطلاع إلا أن مصادره لم تمكنه من استيفاء أكثر البياض الذي خلفه أبن عبد الملك، وأهم هذه المصادر لديه: صلة الصلة لأبن الزبير والتكملة لأبن الآبار وصلة أبن بشكوال وتاريخ أبن القرضي وقضاة قرطبة للخشني، وتاريخ أبن صاحب الصلات ومعجم أبن مسدي ومعجم أبن جميع ومعجم أبي إسحاق البلقيقي وأبم المفضل وأدباء مالقه لأبن خميس. وقد وقف من المؤلفات على كتاب الربعين حديثا لأبي عبد الله بن الصيقل وعلى كتاب الإمعان في