للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عنه أبو الحسن بن مؤمن وأبو الخليل مفرج بن سلمة وأبو الصبر الفهري وأبوا محمد: ابن محمد بن فليح وعبد الجليل بن موسى القصريب؛ وكان في فتائه إذ رحل إلى قرطبة قد استكتبه الحاج بن بلكاس اللمتوني فحظي عنده كثيراً واستولى عليه، وبقي معه كذلك مدة ثم رفض ذلك وتخلى عنه زاهداً فيه، وتصدق بما ملكته يمنه أجمع.

قال أبو العباس أحمد بن إبراهيم الأزدي (١) : سمعت أبا الصبر أو عبد الجليل يقول: ورث أبو الحسن بن غالب عن أبيه نحو اثني عشر ألف دينار (٢) فخرج عنها كلها تورعاً، فقال له أبو العباس بن العريف: يا أبا الحسن: هلا طهره الثلث؟ ثم إن أبا الحسن آثر الخمول والسياحة، وطاف البلاد في لقاء العلماء والزهاد، وانقطع معهم وألزم نفسه من أنواع المجاهدات كثيراً. ثم لما كانت فتنة الأندلس دارت عليه دوائر كادت تنال منه، فخلصه الله منها بجميل صنعه وما عود أولياءهمن ألطافه، وفارق الأندلس بعد تردده في كثير من [٦٣ ظ] بلادها حتى أستوطن قصر كتامة وصار إمام الصوفية وقدوتهم، يقصدون إليه ويهتدون بآثاره ويقتبسون من أنواره.

قال أبو العباس بن إبراهيم الأزدي (٣) : سمعت عبد الجليل أو أبا الصبر يقول: كنت أحضر مجلس أبي الحسن فيحضره جماعة من المشاة


(١) ورد الخبر في التشوف: ٢١١.
(٢) ح: دينر.
(٣) انظر التشوف: ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>