للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدح ناراً، وجمع شيئاً من الحطب وأوقد النار وشوى تلك الحجلة، وقربها إلي فأكلتها وقويت نفسي وقمت ومشيت حتى لحقت بالعسكر؛ قال ابن الصقر: وهذه من الكرامات التي تنسب إلى الفضلاء ويتحدث بها عن الأبرار، ولم يكن رحمه الله بمقصر عنهم.

ولما ثار أبو الحسن بن أضحى [٦٨ و] وأهل غرناطة على من كان بها من لمتونة واعتصم لمتونة بقصبتها، وعجز أهل غرناطة عن التغلب عليهم فيها أقتضى رأيهم أسناد أمرهم إلى رئيس كبير يؤلونه على أنفسهم فمال ابن اضحى وصنف الفقهاء وجماعة معهم إلى القاضي أبي [؟] (١) ابن حمدين الثائر بقرطبة، وما أهل الثغر وعامة البلد إلى أبي جعفر بن هود الملقب بالمستنصر لشهرة أسمه وبعد صيته في الرئاسة واستيلائه على بطروج وجيان وغيرهما، وطمعهم في مقاومته من بالقصبة من لمتونة، فساعدهم ابن أضحى ومن معه على ذلك، واتفقوا جميعاً على استدعاء ابن هود وأن يكون الرسول في ذلك إليه الفقيهين: الخطيب أبا الحسن هذا والمشاور أبا جعفر بن طلحة بن عطية، فحملوا عليهما في ذلك فتوجها فيه لما رأيا مصلحة للمسلمين. ولما لقيا المستنصر وألقيا إليه ما جاءا به عن أهل بلدهما جمع (٢) عسكراً من أوباش النصارى وسقاط الجند، ونهد قاصداً إلى غرناطة ومعه الفقيهان المذكوران، واتصل ذلك بلمتونة فشق عليهم، وعلموا بعد صيت ابن هود وأنه ان تم لهم دخوله إلى


(١) بياض في الأصول، وهو أبو جعفر بن حمدين، أنظر خبر ثورته في أعمال الأعلام: ٢٥٢، وما بعدها وراجع في ثورة ابن ضحى كتاب الحلة السيراء، الورقة: ١٤٩.
(٢) لقي: في الأصول، وكتب بهامش ح: جمع، تصويباً.

<<  <  ج: ص:  >  >>