جمة، راسخاً في العلم مقرئاً مجوداً، مفسراً محدثاً، راوية حافظاً، فقيهاً مشاوراً، بارعاً في علوم اللسان دمثاً ناسكاً، حسن الحال لين الجانب محمود السير، موسيراً عاكفاً على تدريس العلم وإفادته معيناً طلبته بالتمكين من اصوله وتقريب التعليم وجودة التفهيم، فرغب الناس في الأخذ عنه وكثر الراحلون إليه والوافدون عليه؛ وخطب بجامع بلنسية وأم في الفريضة زماناً طويلاً.
وقد وصفه الكاتب الأبرع أبو بكر يحيى بن محمد الأركشي في مقامته التي سماها:" سقطاس البيان في مراتب الأعيان " بما نصه [٦٩ ظ] ونقلته من خطه: فقيه عارف، وحامل ادوات ومعارف، وما هو إلا زبدة زمان تمخض العصر عنها، وروضة علوم تضوع القطر منها، تلتمس أشتاتها من عنده وتقتبس، ويفزع إليه في كل ما أشكل منها وألتبس، ذهب في إقتنائه أهدى مذهب، وأمتطى إلى حامليها صهوة الهجير الملهب، حتى انتهجت له شعابها، وأنقادت إلى فهمه صعابها، وما زال متتبعاص مساقط أثرها، حتى روي من سلسبيلها وكوثرها، فشيد ما عني به تشييدا، وجوده إتقاناً وتقييدا، فطالبو العلم والأدب، ينسلون إليه من كل حدب، فيقتبسون عيونه من عنده، ويقتدحون فيه واري زنده، والله تعالى يبقيه معتنياً بالعلم واهله، متلقياً لهم برحبه وسهله، ولا زال موصوفاً بالنبالة والذكاء، كما لم يزل مجهولاً على الجلالة والزكاء، ولا برح الدهر بإقباله خاطباً، والسعد في حباله حاطباً.
وله مصنفات جامعة منها:" ريظ الظمآن في تفسير القرآن "؛ حكى