روى عنه أبو الحسن بن مؤمن وأبو الخطاب بن واجب وآباء عبد الله: التجيبي وابن سعيد المرادي وابن عبد الصمد القلني وأبو القاسم ابن بشكوال، وهو من طبقته، وقد حدث عنه أبو الحسن رزين بن معاوية بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تهذيب ابن هشام عن السلفي والسلفي يحدث عن رزين بالاجازة، وهذا من طريف الاتفاق في الرواية.
وكان محدثاً حافظاً ثقة عدلاً كامل العناية برواية العلم وتقييده، حريصاً على استفادته مشتغلاً بصناعة الحديث، موصوفاً بالذكاء والفضل والتواضع، نزيه الهمة كريم الطبع جليل القدر؛ خرج من قرطبة في الفتنة بعد الأربعين وخمسمائة فنزل ألش وولي الصلاة والخطبة بجامعها وأسمع الحديث ورحل إليه في السماع عليه رغبة في الأخذ عنه. قال أبو الحسن بن مؤمن، وقد حدث عنه بحديث: نقلت هذا الحديث من خط أبي الحسن وكان في آخره بخط شيخنا أبي القاسم بن بشكوال: سمع هذا الحديث المتقدم من لفظ الشيخ الفقيه السيد أبي الحسن علي بن محمد بن فيد - أدام الله بركته - خلف بن عبد الملك بن بشكوال ضحوة يوم الجمعة غرة صفر أربع وثلاثين وخمسمائة.
مولده بقرطبة قبل التسعين وأربعمائة، واستشهد في خروجه من ألش مع عامة أهلها خوفاً على أنفسهم من الأمير محمد بن سعد (١) إذ كانوا قد خلعوا دعوته، وذلك سنة سبع وستين وخمسمائة.