وهذه القصيدة الثانية، وأنشدتها عليه:
جمال حبيبي للغرام دعاني ... فيا عاذلي قلبي عليه دعاني
بصرت بما لم تبصرا أنتما به ... بعين فؤادي لا بعين عياني
وأدركت ما لم تدركا من بهائه ... فوجدي به غير الذي تجدان
فإن شئتما أن تعرفا ما أكنه ... وإن تعلما سر الهوى فسلاني
تجلى لفكري نور من أنا عبده ... فوله معقولي وجن جناني
وأشرب قلبي هيبة ومحبة ... وصالت عليه شدة الخفقان
وحان فنائي في وجود جلاله ... فحسبي أني في المحبة فان
حبيب سقاني منعماً كأس حبه ... فلم أصح من حبيه منذ سقاني
وثقت به لا أرتجي لإقالتي ... سواه إذا زلت بي القدمان
[١١١ ظ] رضاه منى نفسي وغاية بغيتي ... وما لي بصبر عن رضاه يدان
وحبي فيه لاعتزازي [؟] ... وكل هوى في غيره لهواني
مدامي مدار من إدامة ذكره ... بتنزيهه لا من مدام قيان
وراح إرتياحي أن تلوح لوائح ... يغيب بها عن فكري الثقلان
سماعي لما يتلى من الوحي مؤنسي ... ومبهج نفسي لا سماع قيان
ولذة عيشي أن أفوز بخلوة ... أجاري بها الأشجان ملء عناني
ولذة خوفاً من دموعي وخشية ... على الخد من عيني نظم جمان