للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستصحب الدهر على علاته ... وليس إلا أن ترى مغتبنا

الدهر ما تعلم ذو تصرف ... وأسأل به منه فصيحاً ألكنا

لم يكترث في حالتيه من غدا ... بكل ما يجري القضاء مؤمنا

فاستلزم الحزم إذا خطب بها ... (١) واستشعر الخطب إذا امر عنا

وان ندبت بالوفاء صاحباً ... فأنه ما آب منذ ظعنا

لا تنخدع في الناس واخبر منه ... من شئته تجده داء زمنا

وهم بنو الدنيا فمن يصرفهم ... ان يضمروا تحت هدون دخنا

أخذت نفسي بانقباضي عنهم ... فصار لي لما أطلت ديدنا

سيان عندي والهوى مختلف ... قصدت خلقاً او عبدت وثنا

وقد تساوى في طباعي أنني ... لبست ذلاً ولبست كفنا

أفضل ما حاز الفتى قناعة ... وعفة تثنيه عن سبل الخنا

أنظر إلى أجداثهم معتبرا ... هل ثم فرق بين فقر وغنى

[١١٧ ظ] وليس للإنسان إلا ما سعى ... وإن خير السعي تخليد الثنا

من شاء أن يكر أفعال العلا ... في دهره كان لها مؤبنا

لولا ابن إدريس وفضل خلقه ... لما بدا من مدحي ما بطنا

شقيق نفسي تربة وغربة ... وأدباً ومذهبا وسننا

تون الدهر على عاداته ... وهو كما أدريه ما تلونا


(١) كذا ورد، ولعل الصواب: إذا خطب بغى (أو عتا) ، واستشعر الصبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>