ما ذاق طعم النوم إلا خلسة ... بخلت على أجنه أن يكحلا
فطواه بين ركوعه وسجوده ... بدموع تقواه مندى مخضلا
أحشاؤه موقوذة ولسانه ... يهدي إلى الله الكتاب مرتلا
ماذا أؤمل بعد وضعك في الثرى ... هيهات أخطأ آمل ما أملا
يا واهب العق النفيس أخذته ... فاجعله في دار الرضا متقبلا
ولقد فقدت سميه من قبله ... متضرجا بدم الفؤاد مقتلا
رزء على رزء تتابع ثكله ... وكما ثكلت فغايتي أن أثكلا
عزيت نفسي عنهما ولربما ... غلب البكاء تجلدي فاسترسلا
يا أيها السهم المغب لوقته ... لا بد يوما أن تصيب المقتلا
عذرا أبا مروان عشت ولم أمت ... كمدا عليك وكان موتي أسهلا
فاذهب كما ذهب الحيا أحيا الربى ... علوا وغادر كل خفض منهلا
فلقد تركت بناء صدق خالدا ... يبقى جديدا والجديد إلى بلى
يا ليتني قد مت قبلك سابقا ... وبقيت بعدي ثابتا متهللا
يأوي إليك طليقنا وأسيرنا ... وتفك ربقة (١) كل عان مبتلى [١٣ و]
لا تخلف الأيام مثلك ماجدا ... أندى وأعطى في الحقوق وأبذلا
وأشد في ذات الإله صريمة ... وأمد شأوا في الصعاب وأقولا
لوددت برك أن يشاب بجفوة ... فيكون عذرا عند قلبي إن سلا
(١) م ط: ربعة.