روى عنه أبو إسحاق بن أبي غالب البكري وأبو الأصبغ عيسى بن محمد الزيادي وأبو البقاء يعيش بن علي وأبوا بكر: ابن خير ويحيى بن محمد بن خلف الهوزني، وأبو الحسن بن عبد الله بن عثمان السكوني وأبو الخليل مفرج بن سلمة وأبو زكريا بن مرزوق وأبو [١٤٥ ظ] عبد الله ابن عبد الرحمن بن جمهور وأبو العباس بن عبد السلام المسيلي وأبو عمر أحمد بن عبد الملك الباجي وأبو القاسم عبد الرحيم بن الملجوم، لقيه بفاس حين وصل إليها من مراكش في جماعة من أهل إشبيلية صحبة الإمام أبي بكر العري ميتاً، وأبوا محمد: ابن عبيد الله الباجي وابن عيسى الأموي، وأبو نصر فتح بن محمد بن خلف الجذامي وأحمد بن علي الغابي وعبد الله بن خليل.
وكان من أهل الإتقان في تجويد القرآن، محدثاً عارفاً بطرق الرواية معتنياً بها، صبوراً على الإقراء ناصحاً فيه، خطب بالجامع القديم من إشبيلية، وام به في الفريضة زماناً، وكان أحد اعيان بلده وحسبائه والمشهورين فيه بالفضل والدين والورع، وهو كان المصلي بفاس على القاضي أبي بكر بن العربي؛ وكانت بينه وبين أبي محمد عبد الحق بن الخراط صحبة متاكذة ومودة صحيحة، ورغب منه أبو الحكم مكاتبة في ان ينظم له قصيدة زهدية فنظمها وبعث بها إليه فلم تصل إلى إشبيلية إلا بعد وفاة أبي الحكم، وهي الفائية الطويلة الثابتة في رسم أبي محمد، رحمه الله.
ولد بإشبيلية عشي يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من رمضان