للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عبد الله بن عبيد الله بن العويص. وكان كاتباً بارعاً فصيحاً بليغاً ذا حظ صالح من قرض الشعر وله مصنفات منها: " قلائد العقيان " و " مطمح الأنفس "، و " حديقة المآثر " وترسيله مدون.

وقصد يوماً إلى مجلس قضاء أبي الفضل مخمراً، فتنسم بعض حضور المجلس منه رائحة الخمر فاعلم القاضي بذلك، فامر به فاستثبت في استنكاهه وحده حداً تاماً وبعث إليه، بعد ان أقام عليه الحدن ثمانية دنانير وعمامة؛ فقال الفتح حينئذ لبعض أصحابهك عزمت على إسقاط اسم القاضي أبي الفضل من كتابي الموسم " بقلائد العقيان " قال، فقلت له: لا تفعل وهي نصيحة فقال له: وكيف ذلك؟ قال فقلت له: قصتك معه من الجائز ان تنسى وأنت تريد ان تخلدها مؤرخة فقال لي: وكيف؟ قال فقلت له -[١٦٠ ظ] : كل من نظر في كتابك يجدك قد ذكرت فيه من هو مثله او دونه في العلم والصيت فيسأل عن ذلك فيقال له فيتوارث العلم بذلك الأصاغر عن الأكابر، قال: فتبين له ذلك وعلم صحته فأقر اسمه في الكتاب قلائد العقيان.

وستر (١) هذه القصة نحو مما يحكى أن أبا عينية بن محمد بن عبد الله ابن محمد بن أبي عيينة بن الملهب بن ابي صفرة الأزدي كان يهوى فاطمة بنت عمر بن حفص هزار مرد (٢) ابن المهلب وكان يكني عنها بدنيا (٣)


(١) كذا في الأصول وله وجه صحيح.
(٢) في ح: هزاذمرد، وفوقها علامة خطأ.
(٣) أنظر الكامل للمبرد ٢: ٣١ والأغاني ٢٠: ٢٤ - ٦٦ وذكر صاحب الأغاني: ٥٥ سبباً آخر لهجائه خالداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>