من الإفادة واشتهر بالضبط والإتقان وانقطع إلى خدمة العلم وتقييد الآثار وتخليد الفوائد والتواريخ، وتفنن في المعارف؛ تصدر للإقراء وإسماع الحديث والإفادة بما كان عنده، وعرف بالثقة والعدالة والنزاهة وسراوة النفس وحسن الخط، وصنف فيما كان ينتحله من العلوم مصنفات منها:" الجواهر المفصلات في تصنيف الأحاديث المسلسلات " وقفت عليها بخطه ومنها: " التبين عن مناقب من عرف قبره بقرطبة من الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين " في مجلد متوسط، وقال فيه ابن الأبار: الصالحين من الأندلسيين، وليس كذلك، ومنها:" مختصر هذا الكتاب " في كناش لطيف وقفت عليه بخطه، ومنها:" زهرات البساتين ونفحات الرياحين في غرائب أخبار المسندين ومناقب آثار المهتدين " ضمنه أسماء معظم شيوخه، وقفت عليه في مجلد جيد، ومنها:" اقتطاف الأنوار واختطاف الأزهار من بساتين العلماء الأبرار " وهو اختصار زهرات البساتين المذكور ومنها: " بيان المنن على قارئ الكتاب والسنن " وقفت عليه في سفر متوسط بخطه، ومنها:" ما ورد من تغليط الأمر على شربة الخمر " إلى غير ذلك مما شهد له [١٧١ و] بسعة الرواية وتمكن الدراية؛ فصل عن قرطبة - رجعها الله داراً للاسلام - بعد تغلب الروم عليها آخر ثلاث وثلاثين وستمائة، ونزل مالقة فقدم للصلاة والخطبة بجامع قصبتها، والتزم ذلك إلى ان توفي بها في شهر ربيع الآخر سنة ثنتين وأربعين وستمائة، ومولده سنة خمس وسبعين وخمسمائة أو نحوها (١) .