للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المناظرة، إلى لقائهما لغير مذاكرة قائلا: أبي أخشى أن تتعصب له المغاربة وتتعصب لي بالمصرية فيكون ذلك سبب الفتنة بين الفريقين وذلك مما لا يليق بأهل العلم. (١) قال الفصيح: فتوجهت إليه ولم أزل ألاطفه وأبدي له في قصده ذلك من قبيح الجفاء المنسوب إلى أهل المغرب، مع ما فيه من ركوب الخطر والتعرض إلى ظهور أحدكما على الآخر، فيؤدي إلى سقوط رتبته، وذلك ما لا جدوى له. قال الفصيح: فبان له وجه نصحي له وانثنى عن ذلك الغرض، ولقي أبا محمد على غير الوجه الذي كان قد عزم على لقائه به؛ وقد جرى له مثل هذا الذي أشار إليه الفصيح مع الأستاذ أبي عبد الله بن أحمد بن هشام الإشبيلي مستوطن سبتة، وسيأتي ذكر ذلك في رسم أبي عبد الله، أن شاء الله. ولما ورد دمشق ناظر كبير النحاة بها أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، فحكم الحاضرون بان أبا بكر أعرف منه " بالكتاب " وبان أبا اليمن أنبه نفساً.

وحج وأقسم أن ينتهي في رحلته ذلك إلى البصرة حتى يقرئ " كتاب سيبويه " في البلد الذي ألف فيه متحرباً الموضع من الجامع الذي يؤخذ فيه عن سيبويه، فأعانه الله على بر قسمه، وأقرأه هنالك فيما قيل، والله اعلم.

ثم قفل إلى المغرب، فاختلط في طيرقه، واستقر ببجاية يثوب إليه عقله أحياناً فيتكلم في مسائل عويصة من النحو مشكلة مجيباً سائله عنها فيوضحها أحسن إيضاح، ثم يغلب عليه فيتلف، وبقي على تلك


(١) وذلك؟ العلم: سقطت من م ط.

<<  <  ج: ص:  >  >>