للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبوي الحسن: ابن النعمة وابن فيد، وآباء عبد الله: ابن حميد وابن يوسف بن سعادة وابن عبد الرحيم بن الفرس، وهو كان يمسك أصوله على السامعين عليه عند كسله اعتماداً [٢٠٧ و] على ثقته وركوناً إلى أمانته، وابن أبي حبيش وأبي محمد عاشر وأبي الوليد بن رشد، لازمه بقرطبة وأخذ عنه علمه؛ وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال روى عنه ابن أخته أبو بحر صفوان بن إدريس وأبو الربيع بن سالم وأبو محمد بن أبي بكر الداني، وحدث عنه بالإجازة أبو بكر محمد بن غلبون.

وكان فقيهاً حافظاً متقناً أديباً ذا حظ من قرض الشعر ومشاركة في الكتابة؛ قال فيه أبو الربيع بن سالم: فاضل على الإطلاق، متقدم في نزاهة النفس وكرم الأخلاق؛ واستقضاه ابن رشد في غير جهة من جهات قرطبة، ولم يزل يرشحه وينهض به حتى استقضي بالجزيرة الخضراء ثم بشاطبة، فحمدت سيرته، ثم صرف عنها وقت محنة أبي الوليد بن رشد وتتبع أصحابه، ثم استقضي بدانية.

ومن نظمه ما انشده أبو عبد الله ابن الأبار، قال: أنشدني له صاحبنا أبو محمد بن أبي بكر الداني عنه (١) :

يا موقظ النفس علمنها ... ولا تكلها إلى الجهالة

فالشمس بدر والعلم شمس ... والجهل فيها سواد هاله قال المصنف عفا الله عنه: هذان البيتان لزوميان ولا يصح في ثانيهما


(١) البيتان في التكملة: ٥٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>