للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له: با هذا لقد ضيقت واسعاً، وأيأست طامعاً، وزعمت أن ليس في الحي من حي، ولا في النادي من نادي، ولعل من تزدريه، يديره، وعسى من تحقره يجيب، بالأمر العجيب، فقال: بسم الله ادع النزال بهذا الميدان، وابرز للقتال أن كان لك به يدان، فقلت: ليخرج كل واحد منكم ما عنده، وليجهد جهده، وليقل على قدر وسعه، ورقة طبعه، ثم لنبعث به إلى قائل البيتين، ولنحكمه فانه عدل ما عنده مين، يميز الطيب من الخبيث، والجديد من الرثيث، فرضي كل منا بهذا القول، واستعنا بذي القوة والحول، والمنة والطول، وقال كل فصيح منهم ما أمكن، وزاحمتهم أنا بلساني الألكن، وألقيت دلوي في دلائهم، وجعلت امشي خلف أدلائهم، ثم جمعت ما نظموه، ورفعت ما رسموه، وبعثت به إليه طرائق قددا، ولم أسم من قائله أحدا؛ بيد أني أخرت شعري لركته، وقدمت شعرهم لرقته، وكتبت بهذه الأبيات التي ذكرها يأت، أقمتها مقام الرسالة، وأن لم تكن ذات جزالة، فإنك تصل إلى مفهومها، من منظومها، وتقف على المعنى المودع فيها، من قوافيها، وهي:

أتاك الشعر قد حشرت جنوده ... يؤمكم وقد نشرت بنوده

بكل مدجج بطل كمي ... جرئ القلب يستره حديده

<<  <  ج: ص:  >  >>