للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الكيفيات فإنك تجد صفرة النرجس صفرة، وصفرة المشمش صفرة، وصفرة الخيري صفرة، وصفرة الذهب صفرة، وهذه كلها ظاهرة التباين للعين وليس لكل واحد منها اسم يخصه يبين به مرادنا منها. وكذلك أيضاً كثير من أنواع الحيوان كالمتولد في مناقع المياه وعفن الرطوبات من أنواع الحشرات التي لا نعلم لها أسماء تخصها والاختلاف بين صفاتها مرئي معلوم، فلا بد من طلب صفات مفرقة يقع بها البيان لما نريده منها، إن شاء الله عز وجل، لا إله إلا هو (١) .

٢ - باب الكلام على الأسماء التي تقع على جماعة أشخاص

ثم (٢) نظرنا إلى هذا القسم الذي قصدنا الكلام عليه فوجدناه ينقسم (٣) قسمين: أحدهما دال على جماعة أشخاص (٤) دلالةً لا تفارقها البتة، ولا ترتفع عنها إلا يفسادها، وهذا القسم سماه الفيلسوف " ذاتياً " وشبهه بجزء من أجزاء ما هو فيه للزومه إياه، ونحن نقول إنه الزم لما هو فيه من الجزء لسائر أجزائه. فإن الجزء قد يذهب وتبقى سائر الأجزاء بحسبها كيد الإنسان فإنها تقطع ويبقى إنساناً بحسبه. وهذا اللفظ إن ذهبت الصفات التي من أجلها استحق الشيء المسمى أن يسمى بهذا الاسم بطل المسمى به جملة على ما نبينه بعد هذا، إن شاء الله عز وجل. والقسم الثاني دال على جماعة أشخاص دلالة قد تفارق ما هي فيه أو تتوهم مفارقتها له ولا يفسد بمفارقتها إياه. وهذا القسم سماه الفيلسوف " غيرياً " للدليل الذي ذكرنا فيه.

ثم نظرنا إلى القسم الأول الذي قلنا إنه يسمى ذاتياً فوجدناه ينقسم ثلاثة أقسام: إما أن يكون لفظ يسمى به أشخاص كثيرة مختلفة بأشخاصها وبأنواعها، ويجاب بذلك من سأل فقال: " ما هذا الشيء " فاتفقنا على أن سمنا هذا اللفظ " جنساً "؛ وإما أن يكون لفظ تسمى به أشخاص كثيرة مختلفة بأشخاصها لا


(١) لا إله إلا هو: لم يرد في م.
(٢) س: قد.
(٣) ينقسم: سقطت من س.
(٤) س: الأشخاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>