للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك.

وافترقت في ولاية بني العباس (١) كلمة المسلمين، فخرج عنهم من منقطع الزابين دون إفريقية إلى البحر المحيط وبلاد السودان، فتغلب في هذه البلاد طوائف من الخوارج وجماعية وشيعة ومعتزلة من ولد إدريس وسليمان ابني (٢) عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ظهروا (٣) في نواحي بلاد البربر، ومنهم من ولد معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، تغلبوا على الأندلس، وكثير من غيرهم. وأيضاً في خلال هذه الأمور تغلب الكَفَرة على نصف الأندلس وعلى نحو نصف السِّند [فأما ما لم يملكه العباسيون فهو ما وراء الزاب من بلاد المغرب وتلمسان وأنظارها، فوليها محمد بن سليمان الحسني، وفاس وأنظارها كان فيها شيعة ثم آل مُلكها إلى إدريس، وأما تامسنا ففيها أولاد صالح بن طريف على ضلالتهم، وأما سجلماسة فنزلها رئيس الصفرية. هذه هي البلاد المتفق عليها، وأما المختلف فيها فإفريقية قيل أنه كان فيها عبد الرحمن بن حبيب ثائراً، وفي الأندلس يوسف بن عبد الرحمن الفهري] .

ولاية أبي العباس السفاح (٤)

فكانت ولاية أبي العباس السفاح، وهو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في الكوفة في ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وسكن الأنبار والياً إلى أن مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين، ومات وله ثلاثون سنة، فكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر.

وأمه: ريطة بنت عُبيد [الله] (٥) بن عبد الله بن عبد المدان الحارثية، من بني الحارث بن كعب، كانت قبله (٦) تحت الحجاج بن عبد الملك بن مروان، فولدت له عبد العزيز بن الحجاج، وكان أخا أبي العباس لأمه، ثم خلف عليها بعدُ أخوه


(١) في الأصل: أبي العباس؛ وذلك غير دقيق لأن ما سيذكره لم يحدث في زمن أبي العباس السفاح وإنما حدث في زمن أبي جعفر المنصور ومن بعده؛ وما أثبته هو ما ورد في البيان المغرب.
(٢) في الأصل: بني.
(٣) ٣ في النص بعض اختلاف في البيان عما ورد هنا؛ وما يليه بين معقفين زيادة من البيان المغرب، وأسلوبه يشبه أسلوب ابن حزم، والنقل متصل فلذلك استجزت إضافته في موضعه.
(٤) هذا العنوان كان في صدر الفقرة السابقة، وموضعه الصحيح هنا.
(٥) زيادة من الجمهرة: ١٨، والطبري ٩: ١٥٤.
(٦) أي قبل محمد بن علي والد أبي العباس السفاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>