للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الملحق (١)]

ذكر أوقات الأمراء وأيامهم بالأندلس (١)

[[ولاية الأمير عبد الرحمن بن معاوية]]

أول أمراء بني أمية بالأندلس عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، يُكنى أبا المُطَرِّف، مولده بالشام سنة ثلاث عشرة ومائة، وأُمُّه أم ولد اسمها راح؛ هرب لما ظهرت دولة بني العباس، ولم يزل مستتراً إلى أن دخل الأندلس سنة ثمان وثلاثين ومائة في زمن أبي جعفر المنصور، فقامت معه اليمانية، وحارب يوسف ابن عبد الرحمن بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري الوالي على الأندلس (٢) فهزمه، واستولى عبد الرحمن على قُرطبة يوم الأضحى من العام المذكور، فاتصلت ولايته إلى أن مات سنة اثنتين وسبعين ومائة.

كذا قال لنا أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الفقيه: يوسف بن عبد الرحمن ابن أبي عبيدة. ورأيت في غير موضع يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبدة، فالله أعلم.

وكان عبد الرحمن بن معاوية من أهل العلم، وعلى سيرة جميلة من العدل. ومن قُضاته: معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي (٣) .

وله أدبٌ وشعر، ومما أنشدونا له يتشوق إلى معاهده بالشام قوله (٤) : [من الخفيف]

أيها الرَّاكب المُيَمِّمُ أرضي ... أقْر من بعضيَ السلام لبعضي


(١) انظر جذوة المقتبس للحميدي ص ١٠ - ٣٤.
(٢) اشتد الخلاف بين القبائل في الأندلس على أثر ضعف الدولة الأموية بالمشرق، ثم اتفقت القبائل على تقديم قرشي يجمع الكلمة إلى أن تستقر الأمور بالشام فقدموا يوسف بن عبد الرحمن الفهري، وقد انتصر عبد الرحمن على يوسف، وجرى الصلح بينهما إلا أن يوسف عاد فنقض الصلح سنة ١٤١ وقتل سنة ١٤٢ (انظر نهاية الأرب ٢٢: ٥ - ٦) .
(٣) قيل حجَّ سنة ١٥٤ وتوفي سنة ١٥٨ (وقيل حجَّ سنة ١٦٨) ولذلك أرخ بعضهم وفاته سنة ١٦٨ أو ١٧٢ أو سنة ١٨٥. كان فقيهاً، أما في الحديث فإن ابن حزم يضعفه (انظر الجزء الأول من الرسائل: ٤٣٥؛ وراجع ترجمته في ابن الفرضي ٢: ١٣٧ والجذوة: ٣١٨ والنباهي: ٤٣) .
(٤) الأبيات في الحلة السيراء ١: ى٣٦ وذكر بلاد الأندلس: ٩٧ والنفح ٣: ٣٨، ٥٤ والمعجب: ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>