(٢) قدامة بن جعفر أبو الفرج صاحب كتاب الخراج ونقد الشعر، ولست أظن أن ابن حزم يشير إلى هذا الثاني على أنه في البلاغة فإنه يلحق بالبويطيقا؛ وقد ذكر أبو حيان التوحيدي (الامتاع ٢: ١٤٥) أن المرتبة الثالثة في كتاب الخراج تدور حول النثر، فلعل هذا هو المعني هنا. (٣) أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن شهيد (٣٨٢ - ٤٢٦) ربيب الدولة العامرية. أثر في نفسه زوال المجد العامري في قرطبة، ولكنه لم يهاجر من بلده كما فعل ابن دراج أو صديقه ابن حزم. شارك في الحياة السياسية عندما جاء المستظهر مع ابن حزم ثم مدح بني حمود المتغلبين على قرطبة، وأصيب في آخر أيامه بفالج أقعده. وكان مسرفاً في كرمه شديد الذهاب بالنفس مائلاً إلى الفكاهة والهزل معجباً بشعره زارياً على بني قومه وخاصة طبقة المؤدبين. وقد شهر بين المشارقة برسالة التوابع والزوابع. أما كتابه الذي يذكره ابن حزم في البلاغة فقد أورد ابن بسام بعض فقر منه في الذخيرة، (راجع ترجمته في الذخيرة ١/١: ٦١ والجذوة: ١٢٤ والمغرب ١: ٧٨ والمطمح: ١٦ والخريدة ٣: ٥٥٥ واليتيمة ١: ٣٨٢ وإعتاب الكتاب: ٧٤؛ وقد كتبت عنه دراسة في كتابي " تاريخ الأدب الأندلسي ") .