للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينقسم قسمين: جوهر ولا جوهر. فالجوهر هو الجسم في قولنا والجسم هو الجوهر ولا شيء دون الخالق تعالى إلا جسم أو محمول في جسم. وقد أثبت غيرنا جوهراً ليس جسماً وهذا باطل وليس هذا مكان حل الشكوك المعترض بها علينا في هذا القول وقد أحكمناه في مكانه، وبالله التوفيق. والكلام في هذا هو واقع فيما بعد الطبيعة وفي علم التوحيد وقد أثبتناه في كتاب الفصل في الملل والنحل (١) .

وكذلك رسم غيرنا أيضا ًفي حد الإنسان أنه حي ناطق ميت. وهذا الحد لا يخلو من أن يكون أراد به الجسم المركب وحده أو النفس وحدها أو الجسم المركب والنفس معاً، فإن كان (٢) أراد الجسم المركب وحده أو النفس وحدها (٣) أو الجسم المركب والنفس معاً فذلك خطاْ لأنه أدخل الجسم المركب تحت الحي، والحي إنما هو النفس وحدها، وهي الحساسة المتحركة التي إن بطلت بطل حس الجسم وحركته البتة، وإن كان أراد النفس وحدها فذلك خطأ أيضاً لأنه أدخلها تحت النامي، والنفس ليست نامية وإنما النامي جسمها المركب فقط، وللبراهين على هذا مكان آخر قد ذكرناه في كتاب الفصل (٤) أيضاً في باب النفس (٥) .

ثم نرجع فنقول: والجوهر منقسم (٦) قسمين: حي ولا حي. والحي ينقسم قسمين (٧) : نفس ناطقة ونفس غير ناطقة. ولا حي بحياة إلا نفس ولا نفس إلا (٨) حية بحياة. وحد الحي ذي الحياة هو الحساس المتحرك بإرادة. فالنفوس (٩) الناطقة هي الملائكة وأنفس الأشخاص الخلدية التي أخبرنا الصادق، صلى الله عليه وسلم، أنها في دار النعيم من الحور والولدان وأنفس الأنس وأنفس الجن. وغيرنا يعتقد مكان الأشخاص


(١) الفصل ٥: ٦٦.
(٢) كان: من م وحدها.
(٣) أو النفس وحدها: سقط من م.
(٤) الفصل ٥: ٨٤.
(٥) في باب النفس، سقط من م.
(٦) م: ينقسم.
(٧) حي ... قسمين: لم يرد في م.
(٨) ولا نفس إلا: لم يرد في س.
(٩) م: فالنفس.

<<  <  ج: ص:  >  >>