للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حفظ الله. فنهضت نحو القنطرة ولم يمكنه اتباعها لأنها كانت تلتفت نحوه لترى أيسايرها أم لا. فلما تجاوزت باب القنطرة أتى يقفوها فلم يقع لها على مسألة.

قال أبو عمر - وهو يوسف بن هارون -: فو الله لقد لازمت باب العطارين والربض من ذلك الوقت إلى الآن فما وقعت لها على خبر ولا أدري أسماء لحستها أرض بلعتها، وإن في قلبي منها لأحر من الجمر، وهي خلوة التي يتغزل بها في أشعاره. ثم وقع بعد ذلك على خبرها بعد رحيله في سببها إلى سرقسطة (١) في قصة.

ومثل ذلك كثير، وفي لك أقول قطعة منها: [من البسيط]

عيني جنت في فؤادي لوعة الفكر ... فأرسل الدمع مقتصاً من البصر

فكيف تبصر الدمع منتصفاً ... (٢) منها بإغراقها في دمعها الدرر

لم ألقها قبل إبصاري فأعرفها ... وآخر العهد منها ساعة النظر


(١) سرقسطة (Zaragoza) مدينة الثغر الأعلى، وكانت آلهة حسنة الديار والمساكن، حكمها بنو هود في أيام ملوك الطوائف، وسقطت في يد النصارى سنة ٥١٢ (الروض: ٣١٧ والترجمة: ١١٨ والعذري: ٢٢ والزهري: ٢٢٦ والادريسي (دوزي) ١٩٠.) .
(٢) قرأها درشيه: دفعها؛ والدرر هنا كما تقول: سماء درر أي ذات درر، وفي حديث الاستسقاء: " ديماً درراً " وقيل الدرر: الدار، وعندئذ يكون القول على النعت المباشر أي بإغراقها في دمعها الدار.

<<  <  ج: ص:  >  >>