للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقول (١) . هل يوجد كسوف قمري أم لا، فيقول المجيب: نعم هو موجود، فلو قال لا قيل له: فهذا السواد (٢) الذي يعرض فيه (٣) ليلة النصف من الشهر ما هو فإن أنكره (٤) أنكر العيان وصار في نصاب من لا يكلم، وإن أقر به قيل له: هو الذي نريد بقولنا " كسوف "، فإذا حققت المعنى لم ننازعك في الاسم، وسألناك بعبارة ترضاها، وهي أن نقول لك: هل يوجد سواد في القمر ليلة النصف من الشهر أم لا فإذا حقق قيل له ما هو فيقول: هو ذهاب النور عن القمر لدخول الأرض بينه وبين الشمس والقمر التي منها يقبل النور؛ فيقول السائل: كيف تدخل الأرض بين الشمس والقمر فيقول المجيب: بأن تكون الشمس في درجة مقابلة للدرجة التي فيها القمر مع تقاطع فلكيهما. فيقول السائل: لم كان ذلك فيصف (٥) له المجيب حينئذ هيئة الفلك وانتقال الشمس وقطعها ومدة قطعها [٨٣و] وانتقال القمر ومدة قطعه وما يتم به هذا (٦) المعنى، وهكذا (٧) القول في كل مسؤول عنه من كل علم.

واعلم أنه لا يجوز أن يقدم مؤخر من هذه المراتب الأربع (٨) على ما رتبنا قبله لأنه كلام على غير معهود.

واعلم أن المسؤول بما وبكيف وبلم مخير في الجواب يجيب بما أمكنه مما لا يخرج به عن مقتضى سؤال السائل، إلا أن اللازم في السؤال بما (٩) أن يخبر السائل بحد الشيء المسؤول عنه أو رسمه، وإذا سئل بكيف هو: أن يجيب بأحوال الشيء العامة له ولغيره أو الخاصة له الشائعة في نوعه أو ما يخصه به من غيره إن كان المسؤول عنه


(١) أن تقول: مكررة في س.
(٢) م: السؤال.
(٣) س: في.
(٤) أنكره: سقطت من س.
(٥) س: فيقول.
(٦) س: من هذا.
(٧) س: وهذا.
(٨) م: الأربعة.
(٩) بما: سقطت من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>