للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عجبت لنفسي بعده كيف لم تمت ... وهجرانه دفني وفقدانه نعيي

وللجسد الغض المنعم كيف لم ... تذبه يد خشناء [تقوى على] البري وغن للأوبة من البين الذي تشفق منه النفس لطول مسافته وتكاد تيأس من العودة فيه، لروعة تبلغ ما لا حد وراءه، وربما قتلت؛ وفي ذلك أقول: [من الخفيف] .

للتلاقي بعد الفراق سرور كسرور المفيق حانت وفاته

فرحة تبهج النفوس وتحيي ... من دنا منه بالفراق مماته

ربما قد تكون داهية المو ... ت وتودي بأهله هجماته

كم رأينا من عب في الماء عطشا ... ن فزار الحمام وهو حياته وإني لأعلم من نأت دار محبوبه زمناً ثم تيسرت له اوبة، فلم يكن إلا بقدر التسليم واستيفائه حتى دعته نوى ثانية، فكاد ان يهلك؛ وفي ذلك أقول: [من الطويل] .

أطلت زمان البعد حتى إذا انقضى ... زمان النوى بالقرب عدت إلى البعد

فلم يك إلا كرة الطرف قربكم ... وعاودكم بعدي وعاودني وجدي

كذا حائر في الليل ضاقت وجوهه ... رأى البرق في داج من الليل مسود

فأخلفه منه رجاء دوامه ... وبعض الأراجي لا تفيد ولا تجدي وفي الأوبة بعد الفراق أقول قطعة منها: [من الطويل] .

لقد قرت العينان بالقرب منكم ... كما سخنت أيام يطويكم البعد

فلله فيما مضى الصبر والرضى ... ولله فيما قد قضى الشكر والحمد خبر:

ولقد نعي إلي بعض من كنت احب من بلدة نازحة، فقمت فاراً بنفسي نحو المقابر، وجعلت امشي بينها وأقول: [من الوافر] .

<<  <  ج: ص:  >  >>