فها أنا ذا أخفي وأقنع راضياً ... برجع سلام إن تيسر في الحين فإنما هذا لمن ينتقل من مرتبة إلى ما هو أدنى منها. وإنما تتفاضل المخلوقات في جميع الأوصاف على قدر إضافتها إلى ما هو فوقها أو دونها. وأني لأعلم من كان يقول لمحبوبه: عدني واكذب، قنوعاً بان يسلي نفسه في وعده وغن كان غير صادق؛ فقلت في ذلك:[من الكامل] .
إن كان وصلك ليس فيه مطمع ... والقرب ممنوع فعدني واكذب
فعسى التعلل بالتقائك ممسك ... لحياة قلب بالصدود معذب
فلقد يسلي المجدبين إذا رأوا ... في الأفق يلمع صوء برق خلب ومما يدخل في هذا الباب شيء رأيته ورآه غيري معي: أن رجلاً من إخواني جرحه من كان يحبه بمدية، فلقد رأيته وهو يقبل مكان الجرح ويندبه مرة بعد مرة، فقلت في ذلك:[من المتقارب] .
يقولون شجك من همت فيه ... فقلت لعمري ما شجني
ولكن أحس دمي قربه ... فطار إليه ولم ينثن
فيا قاتلي ظالما محسناً ... فديتك من ظالم محسن ٢ - ومن القنوع ان يسر الإنسان ويرضى ببعض آلات محبوبه، وإن له من النفس لموقعاً حسناً وإن لم يكن فيه إلا ما نص الله تعالى علينا، من ارتداد يعقوب بصيراً حين شم قميص يوسف عليهما السلام. وفي ذلك أقول:[من السريع] .