للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروف بان المقفل، فأقمنا عنده شهوراً في خير دار إقامة، وبين خير أهل وجيران، وعند أجل الناس همة وأكملهم معروفاً وأتمهم سيادة. ثم ركبنا البحر قاصدين بلنسية عند ظهور أمير المؤمنين المرتضى عبد الرحمن بن محمد، وساكناه بها، فوجدت ببلنسية أبا شاكر عبد الواحد بن محمد بن موهب القبري (١) صديقنا، فنعى إلى أبا عبد الله بن الطبني وأخبرني بموته رحمه الله، ثم أخبرني بعد ذلك بمديدة القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله المرادي (٢) وأبو عمرو أحمد لن محرز أن أبا بكر المصعب بن عبد الله الأزدي المعروف بابن الفرضي (٣) حدثهما - وكان والد المصعب هذا قاضي بلنسية أيام أمير المؤمنين المهدي (٤) وكان المصعب لنا صديقاً وأخاً وأليفاً أيام طلبنا الحديث على والده وسائر شيوخ المحدثين بقرطبة - قالا، قال لنا المصعب: سألت أبا عبد الله بن الطبني عن سبب علته، وهو قد نحل وخفيت محاسن وجهه بالضنى فلم يبق إلا عين جوهرها المخبر عن صفاتها السالفة، وصار يكاد أن يطيره النفس، وقرب من الانحناء، والشجا باد على وجهه، ونحن منفردان. فقال لي: نعم، أخبرك أني كنت في باب داري بغدير ابن الشماس (٥) في حين دخول علي بن


(١) القبري نسبة إلى مدينة قبرة (Cabra) بالأندلس، وقد مر التعريف به ص: ١١٩.
(٢) هو ابن الصفار، وقد مر التعريف به ص: ٢١٤.
(٣) أبو بكر المصعب بن عبد الله بن محمد الأزدي (ولد القاضي أبي الوليد المعروف بأبن الفرضي مؤلف تاريخ العلماء والرواة بالأندلس) وصفه الحميدي بأنه محدث اخباري شاعر ولي الحكم بالجزيرة (الجذوة: ٣٣٠ والبغية رقم: ١٣٧٦ والصلة: ٥٩٣) .
(٤) قام محمد بن هشام الملقب بالمهدي على هاشم المؤيد في جمادى الآخرة سنة ٣٩٩، فإذا كانت ولاية ابن الفرضي القضاء له على بلنسية صحيحة فلا بد انها كانت فترة قصيرة، لأن المهدي لبث منذ قيامه إلى أن قتل ستة عشر شهراً، وقد ذكر ابن بشكوال أيضاً ان المهدي استقضى ابن الفرضي بكورة بلنسية (الصلة: ٢٤٨) .
(٥) بغدير ابن الشماس: القراءة مضطربة في مختلف الطبعات، وما اثبته هو قراءة بروفنسال، انظر الأندلس: ٣٥٦ (التعليق رقم: ٣) ويقول: ان غدير ابن الشماس حي من أحياء قرطبة، ويحيل القارئ على التكملة لابن الأبار تحقيق ابن أبي شنب (الجزائر ١٩٢٠) رقم: ٥١٣، ص: ٢٣٣ (ص: ١٩٣ من طبعة القاهرة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>