للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صغيراً حين قتل أبوه وصلب (١) . وهذا كله وهم يصححه كتاب التبيان (٢) لأن مؤلفه هو حفيد باديس نفسه، وقد شهد تلك الأحداث وعرفها عن كثب.

ويبدو أن الاختلاف في رسم الاسم ليس منشؤه التصحيف فحسب، وإنما هو من طبيعة النطق، وربما كانت ألفه المتوسطة وسطاً بين الألف والياء، وربما كانت نهايته بين الهاء والياء تعتمد تارة على نطقه باللهجة العامية الأندلسية وتارة على انتحال نطق فصيح له. وتكاد المصادر تجمع على كتابته بالراء إلا أن دوزي اختار الدال، ولعله لمح شيئاً من الصلة بين الاسم وكلمة ناغيد (أو ناغيذ) العبرية، وهي لقب أحرزه إسماعيل وانتحله ابنه من بعده على غير استحقاق له، قال ابن بسام: " وتسمى من خططه الشرعية بالناغير (الناغيد في نسخة أخرى) معناه المدبر عندهم ". وهاهي كلمة " الناغيد " تتصحف أيضاً فتكتب بالراء.

وقد وردت لفظة " الناغيد " (بالدال أو بالذال) في أسفار العهد القديم بمعنى القيم على المعبد (الاخبار الأول ٢٦: ٢٤) وبمعنى رئيس القصر (الاخبار الثاني ٢٨: ٧ وأشعيا ٢٢: ٢١) وبمعنى قائد الجيش أو رئيس فصيلة منه أو زعيم قبيلة (الاخبار الأول ٢٧: ١٦ والثاني ١٩: ١١) واختار ابن بسام لها كلمة " المدبر "، ولا يبعد أن يكون هو اللفظ الاصطلاحي الذي استعمل في الأندلس.

فإذا كان من صلة بين الاسم وبين اللقب فالأقرب أن الاسم هو " الناغيدلي " أو " الناغيدلة " ثم يقصر النطق به لكثرة تردده. فأما المقطع " لي " أو " له " الملحق به فإما ان يكون ذا صلة بلفظة " إيل " العبرية أو يكون صيغة تصغير لاتينية. وهذا كله تخمين أترك تحقيقه للعارفين بهذه الشؤون اللغوية، غير أن إجماع المصادر - تقريباً - على كتابته بالراء وتمسك أساتذة ثقات بهذا الاسم - مثل بروفنسال وغومس - يجعلني أحتفظ به كذلك.

٢ - إسماعيل بن النغريلة: (٣٨٣ - ٤٤٨/ ٩٩٣ - ١٠٥٦) (٣)

لم يكن أندلسي الأصل بل كان أهله من الطارئين على الأندلس. وقد أخطأ


(١) المغرب ٢: ١١٥ والصواب أن يقال: إسماعيل الجد، ثم ابنه يوسف الذي قامت عليه ثورة فقتل وصلب ثم الحفيذ إسماعيل الذي هرب إلى أفريقية حين قتل أبوه.
(٢) التبيان أو مذكرات الأمير عبد الله (تحقيق ليفي بروفنسال ١٩٥٥) ٣٠ - ٦٨.
(٣) ذكر ابن الخطيب في الإحاطة (١: ٤٤٧) أن إسماعيل توفي سنة ٤٥٩ وهذا وهم ولعل الصواب ٤٤٩، وتوفي ابنه يوسف سنة ٤٥٩ (انظر المصدر نفسه: ٤٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>