للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمامة (١) ، وهو يقول (٢) : ويلي هدمت بيتي، ويلي على ما فرقت من بني وبناتي، قامتي منكسة حتى أبني بيتي وأرد بناتي وبني، قال هذا الكلب لعنه الله: ثم قبض الله على ثيابي وقال لي: لا أتركك حتى تبارك علي. فباركت عليه وتركني.

٥٦ - قال أبو محمد: أشهد الله تعالى خالقي وباعثي بعد الموت والملائكة والأنبياء والمرسلين والناس أجمعين والجن والشياطين أني كافر برب يكون بين الخرب ويطلب البركة من كلب اليهود. فلعن الله تعالى عقولاً جاز فيها مثل هذا.

٥٧ - ومن عجائبهم قولهم في السفر الخامس من توراتهم ان [١٦٠ ب] موسى عليه السلام قال لهم: إن الله تبارك وتعالى يقول لكم (٣) : إني لم أدخلكم البلاد لصلاحكم ولا لقوام [قلوبكم] ، ولكن لكفر من كان فيها. ثم يقولون في عيدهم (٤) الذي يكون في عشر تخلو من أكتوبر، وهو (٥) تشرين الأول، ساخطين على الله تعالى غضاباً عليه تعالى إذ قصر بهم ولم يؤدهم حقهم الذي يجب لهم عليه - فيقولون لعنهم الله: عن الميططرون (٦) - ومعناه الرب الصغير، تحقيراً (٧) لربهم تعالى وتهاوناً به - يقوم هذا اليوم قائماً وينتف شعره ويقول: ويلي إذ أخرجت بيتي وأيتمت بني، قامتي منكسة لا أرفعها حتى أبني بيتي. فهم كما ترى يلعنون ربهم ويصغرونه ويقولون ذلك بأعلى أصواتهم في أكبر أعيادهم وأعظم مجامعهم. فكيف يجتمع هذا الحمق العظيم قوله لهم في توراتهم: " لم (٨) أدخلكم البلاد لصلاحكم ولا لقوام قلوبكم " فهل التناقض والفساد والتبديل الظاهر إلا هذا كله لو عقلوا


(١) ص: وينين كما تنين.
(٢) الفصل: وهو يقول: الويل لمن أخرب بيته وضعضع ركنه وهدم قصره وموضع سكينته، ويلي على ما أخربت من بيتي إلخ.
(٣) ليس لأجل برك وعدالة قلبك تدخل لتمتلك أرضهم بل لأجل إثم أولئك الشعوب لطردهم الرب إلهك من أمامك (ثنية ٩: ٥) .
(٤) ثم يقولون في عيدهم. إلخ: انظر في ذلك كتاب الفصل ١: ٢٢٣.
(٥) ص: ومن.
(٦) الميططرون: هكذا وردت هذه اللفظة أيضاً في الفصل ١: ٣٢٣. ويعتقد الدكتور عابدين أن الوجه الصحيح من اللفظة هو " ميطوطيون " وهو لفظ يوناني ومعناه: مصاحب الرب أو الذي يجيء بعده في المرتبة. وربما كان هذا الاصطلاح مستفاداً مما أشار إليه النص العبري الوارد في سفر دانيال ١١: ٣٨ ومعناه " رب الحرس "، والحرس هي الأرواح التي تلازم الرب وكانت تعبد، وربما جعل كل روح منها " رباً صغيراً ".
(٧) ص: وتحقيراً.
(٨) ص: ثم.

<<  <  ج: ص:  >  >>