للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حق الله، من أجوبة أهل العلم في أقطار الأرض ما ستعلمه (١) ، وأرجو أن يريح الله منك العباد والبلاد دون ذلك، أو يصلحك إن كان قد سبق في علمه ذلك. ولتعلمن أيها الإنسان، نبأه بعد حين ".

فنقول له: أيها المخذول عماذا نتوب عن اتباع القرآن وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة واتباع جميع الصحابة رضي الله عنهم، وسلوك سبيل كل عالم في الأرض من المؤمنين فمعاذ الله من التوبة من هذا. وإلى ماذا نرجع إلى رأي مخلوق لا يغني عنا من الله شيئاً وتقليده حاشا الله من ذلك. ولعمري لئن نصحت نفسك ونظرت لها، لترجعن إلى ما دعوناك إليه من اتباع القرآن والسنة وإجماع الامة، وإلا فسترد وتعلم.

وقد استتبنا اللعين المريد المرتد (٢) المتوجه إليكم بهذه الأكذوبات المفتراة، والفضائح المفتعلة، وهو ابن البارية، ولقينا (٣) العتقي الذي حمق من حمق منكم، ونحن نرجو عادة الله تعالى فيمن عند عن كلامه، واستغنى عن كلام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} (الحج: ٤٠) .

وأما وعيدك بأجوبة العلماء في أقطار الأرض:

فتلك أضاليل المنى وغرورها ... سرت بكم في الترهات البسابس (٤) العلماء والله قسمان لا ثالث لهما: إما عالم موافق، وإما عالم أداه (٥) اجتهاده إلى مخالفتي، فهو إما سالك طريق أهل العلم في حسن المعارضة والمخاطبة بالحجة لا بالخبط والتخليط والحماقة، وإما ممسك ساكت، لا كالطريق التي سلكت من التقحم في الفتيا، قبل أن تستفتى، والتهالك في السخف.


(١) أبان ابن حزم (في ما تقدم ص: ١١٦) أن المالكية بالأندلس أثاروا العامة ضده، ثم لما أخفقوا في ذلك سعوا به إلى السلطان وكتبوا له الكتب فخذلوا في ذلك أيضاً " فعادوا إلى المطالبة عند أمثالهم فكتبوا الكتب السخيفة إلى مثل ابن زياد بدانية وعبد الحق بصقلية فأضاع الله كيدهم ".
(٢) ص: المرتد المرتد.
(٣) ص: وبقينا.
(٤) البسابس: الكذب، والترهات البسابس: الباطل، وربما قالوا ترهات البسابس على الإضافة.
(٥) ص: آذاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>