اعلم أنه يحتاج صاحب هذه الصناعة في تأليفه إلى ثلاثة أشياء:
الأول منها: اختيار الألفاظ المفردة
وحكم ذلك اللآلئ المبدَّدَة، فإنها تتخير وتنتقي قبل النظم.
الثاني: نظم كل كلمة مع أختها المشاكلة لها
لئلَّا يجيء الكلام قلقًا نافرًا عن مواضعه، وحكم ذلك حكم العقد المنظوم في اقتران كل لؤلؤة منها بأختها المشاكلة لها.
الثالث: الغرض المقصود من ذلك الكلام على اختلاف أنواعه
وحكم ذلك الموضع الذي يوضع فيه العقد المنظوم، فتارةً يجعل إكليلًا على الرأس، وتارةً يجعل قلادة في العنق، وتارةً يجعل شنفًا١ في الأذن، ولكل موضع من هذه المواضع هيئة من الحسن تخصه.
فهذه ثلاثة أشياء، لا بُدَّ للخطيب والشاعر من العناية بها، وهي الأصل المعتَمَد عليه في تأليف الكلام من النظم والنثر.