للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨- الضرب الثامن: وهو حذف "لو" وجوابها

وذاك من ألطف ضروب الإيجاز وأحسنها.

فأما حذف "لو" فكقوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} ١.

تقدير ذلك: إذ لو كان معه آلهة لذهب كل إله بما خلق.

وكذلك ورد قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} ٢.

تقديره: إذ لو فعلت ذلك لارتاب المبطلون.

وهذا من أحسن المحذوفات.

ومما جاء من ذلك شعرًا قول بعضهم٣ في صدر الحماسة:

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا٤


١ سورة "المؤمنون": ٩١.
٢ سورة العنكبوت: الآية ٤٨.
٣ هو قربط بن أنيف أحد بني العنبر، وهو شاعر إسلامي، قال البغدادي: تتبعت كتب الشعراء والتراخيم، فلم أظفر له بترجمة، وانظر ديوان الحماسة "١/ ١٣".
٤ قوله: "بنو اللقيطة" هكذا في شرح الحماسة والشواهد، وقال أبو محمد الأعرابي: والصواب ما أنشده أبو الندى:
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي ... بنو الشقيقة من ذهل بن شيبانا
قال: والشقيقة هي بنت عباد بن يزيد بن عوف بن ذهل بن شيبان، وأما اللقيطة فهي أم حصن بن حذيفة من بني فزازة، ولا اتصال لها بذهل بن شيبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>