للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين سواءٌ في المعنى، وكذلك الأعراق والأرومة، والتجويز والتسويغ، والأشراف والأفاضل، والأعيان والأماثل، والقطر والصقع، كل ذلك سواء.

وعلى هذا جاء كلامه في كتاب آخر، فقال:

"يسافر رأيه وهو دانٍ لم ينزح، ويسير تدبيره وهو ثاوٍ لم يبرح".

وكلا هذين سواء أيضًا. وما أحسن هذا المعنى لو قال: "يسافر رأيه وهو دانٍ لم يبرح، ويثخن الجراح في عدوِّه وسيفه في الغمد لم يجرح". فإنه لو قال مثل هذا سلم من هُجْنَة التكرار.

وأمثال ذلك في كلام الصابي كثير، وعلى منواله نسج الصاحب بن عباد.

من سجع الصاحب بن عباد:

فمن ذلك ما ذكره في وصف مهزومين, فقال:

"طاروا واقين بظهورهم صدورهم, وبأصلابهم نحورهم".

وكلا المعنيين سواء.

وكذلك قوله في هذا الكتاب يصف ضيق مجال الحرب:

"مكانٌ ضنك على الفارس والراجل، ضيِّقٌ على الرامح والنابل"١.

ومن كلامه في كتاب وهو:

"لا تتوجَّه همته إلى أعظم مرقوب إلّا طاع ودان، ولا تمتد عزيمته إلى أفخم مطلوب إلّا كان واستكان".

وكل هذا الذي ذكره شيء واحد.

وله من كتاب وهو:

"وصل كتابه جامعًا من الفوائد أشدَّهما للشكر استحقاقًا، وأتمَّها للحمد استغراقًا


١ الرامح: ذو الرمح، والنابل: الذي يرمي بالنبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>