للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك ورد قول النبي -صلى الله عليه وسلم: "جار الدار أحق بدار الجار".

وكتب عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- كتابًا، فقال: "أما بعد، فإن الإنسان يسرّه درك ما لم يكن ليفوته، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه، فلا تكن بما نلت من دنياك فرحًا، ولا بما فاتك منها ترحًا، ولا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخّر التوبة بطول أمل، وكأنْ قد، والسلام".

وروى عن أبي تمام أنه لما قصد عبد الله بن طاهر بن الحسين بخراسان, وامتدحه بقصيدته المشهورة التي مطلعها:

أهُنَّ عوادي يُوسُفٍ وصواحبه١

وأنكر عليه أبو سعيد الضرير وأبو العَمَيْثل هذا الابتداء، وقالا: "لِمَ لا يقول ما يفهم" فقال: "لم لا يفهما ما يقال"?! فاستحسن منه هذا الجواب على الفور، وهو من التجنيس المشار إليه.

وقد جاءني شيء منه.

كقولي في فصل من كتاب يتضمَّن فتحًا، وهو:

"فكم كان من افتراع عذرة الحصن من عذرة حَصَان، وكم حيِّز به من سنان لحظٍ استرقَّه لحظ سنان".

وكذلك قولي في صدر كتاب إلى ديوان الخلافة وهو:

"الخادم يبلغ خدمته إلى ذلك الجناب التي تمطره الشفاه قبلًا، وتوسعه العفاة أملًا، وترى الخول به ملوكًا والملوك خولًا، وطاعته هي محكّ الأعمال التي أشير إليها بقوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} ٢.


١ صدر بيت وتمامه:
فعزمًا فقدمًا أدرك السؤل صاحبه
وانظر ديوان أبي تمام ٤٣.
٢ سورة الملك: الآية ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>