للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي البيت الثاني ثلاثا، ومراده في الأول الثناء على نجد، وفي الثاني أنه تلفت إليها ناظرا من بغداد، وذلك مرمى بعيد.

وهذا المعنى لا يحتاج إلى مثل هذا التكرير.

أما البيت الأول فيحمل على الجائز من التكرير؛ لأنه مقام تشوق وتحزن وموجدة بفراق نجد، ولما كان كذلك أجيز فيه التكرير، على أنه قد كان يمكنه أن يصوغ هذا المعنى الوارد في البيتين معا من غير أن يأتي بهذا التكرير المتتابع ست مرات.

وعلى هذا الأسلوب ورد قول أبي نواس١:

أقمنا بها يوما ويوما وثالثا ... ويوما له يوم الترحل خامس٢

ومراده من ذلك أنهم أقاموا بها أربعة أيام، ويا عجبا له يأتي بمثل هذا البيت السخيف الدال على العي الفاحش في ضمن تلك الأبيات العجيبة الحسن التي تقدم ذكرها في باب الإيجاز٣ وهي:

ودار ندامى عطلوها وأدلجوا ... ...........................

ومن هذا الباب أيضًا ما أوردناه في صدر هذا النوع, وهو قول أبي الطيب:


١ ديون أبي نواس "٢٩٥" من جملة أبيات من خمرياته أولها.
ودار ندامى عطلوها وأدلجوا ... بها أثر منهم جديد ودارس
٢ رواية الديوان في هذا البيت:
أقمنا بها يوما ويومين بعده ... ويوما له يوم الترحل خامس
٣ راجع صفحة "٣٤٦" من القسم الثاني من هذه الطبعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>